الأطفال والألعاب
موضوع مهم عن العاب الاطفال
لعاب الأطفال
الأم هي الأم في كل صقع من العالم، وإن لغة الأم في مناغاة طفلها ومداعبته، تكاد تكون واحدة في كل المجتمعات من أرقاها إلى أدناها.. وهي في هذا الاشتراك بين أفراد .ها تفوق الرجال الذين اعتادوا أن يتحدثوا فيما بينهم بلغة القوة منذ القِدم.
بهذه الكلمات الرقيقة أراد الكاتب "جيمس وود" أن يجلي تلك الحقيقة الجليلة التي يجب ألاَّ ننساها. فالأم كما وصفها "لى سيبي" شمعة.. تضيء ليلة الحياة بتواضع.. ورقة.. وفائدة.
تسأل الأم عن كل كبيرة وصغيرة تخص صغيرها، كيف تربيه، كيف تغذيه، كيف تعلمه، وحتى كيف تلاعبه؟!.
كيف نلاعبه؟
ابتداء من الشهر السادس تقريبًا، يكتسب طفلك مهارة هامة هي القدرة على الجلوس، ويكتسبها تدريجيًّا، أي بمساعدة أولاً، ثم دون مساعدة.
ومع اكتساب هذه المهارة، عليك أن تبدئي في تقديم لُعب مناسبة لطفلك؛ ليتسلّي بها أثناء جلوسه وانشغالك عنه.. ولكن أي نوعية من اللعب؟! قدّمي لطفلك نوعيات اللعب التي تساعده على تنمية مهاراته من حيث الإمساك بالأشياء، وفحصها واستعمالها، ومعرفة طريقة تشغيلها أو اللُّعَب - عمومًا - التي تساعده على التعرف على الخصائص الطبيعية للأشياء.
وتُعَدّ "لعبة التليفون" نموذجًا جيدًا لهذه النوعيات من اللُّعب، ففي البداية يتعلم الطفل رفع وخفض سماعة التليفون، ثم يتعلم تدريجيًّا كيفية تدوير قرص التليفون، وهذا يجعله يجيد تدريجيًّا استخدام يديه الاثنتين في العمل، ويجيد كذلك استخدام الإصبع في حركة دائرية حين يقوم بلف قرص التليفون، ومع الوقت يمكن أن يتعلم الطفل تدريجيًّا استعمال التليفون على طريقة الكبار.. ويفضل اقتناء تليفون من النوع الرنّان لزيادة استمتاع الطفل بهذه اللعبة، وعلاوة على اكتساب اللعبة لخاصية التليفون الحقيقي.
وستلاحظين كذلك أن طفلك في هذه السن يميل إلى الإلقاء باللُّعب والأشياء المختلفة، وأنه يجد في ذلك عملاً ممتعًا له؛ فلا مانع من أن تشجعيه على هذه التسلية بشكل يمكن أن يعلمه كذلك بعض خصائص الأشياء.
فمثلاً، جهّزي صينية معدنية تحت كرسي الطفل، حيث يجمع اللعب من حوله، بحيث يستنتج أثر اصطدام اللعب المختلفة التي يلقيها بالصينية المعدنية.. سيسمع ويشاهد أن الكرة حين تصطدم بالصينية، فإن ذلك يحدث صوت رنين.. ثم تدور الكرة بالصينية حتى تثبت في مكان ما. وسيدرك أن صوت الارتطام يختلف عند إلقاء لعبة أخرى من المعدن أو الفلِّين، كما يسعد الطفل أن تقومي بهذه اللعبة البسيطة، وهي أن تقدمي له أي لعبة، ثم تمدين يدك نحوه طالبة منه اللعبة مرة أخرى، ستجدين أن ذلك يشعره بالانبساط وكأنه يطلب تكرار ذلك.
كما تمثل "ألعاب التفريغ" متعة كبيرة للطفل خلال عامه الأول، وتشبع ما لديه من رغبة في استكشاف الأشياء.. وهذه عبارة عن ألعاب الماء؛ حيث يقوم الطفل بتفريغ الماء من كوب أو دورق أثناء وجوده في حمام للاستحمام أو أثناء اللهو على شاطئ البحر، كما يتعلم تدريجيًّا إعادة ملء الأكواب بالماء وتفريغها ثانية.
وهذه الألعاب تحتاج إلى وجود الطفل تحت ملاحظتك ومشاركتك له في اللعب، وعليك أن توزعي له أكوابًا مناسبة بأشكال مختلفة، وكذلك أكوابًا مثقوبة من أسفل بحيث يتسرب الماء منها بشكل مثير يشد انتباهه، ويمكن استعمال أكواب ال.ادي الفارغة لهذا الغرض.
ولاحظي كذلك أن طفلك وهو لا يزال في مرحلة الجلوس يحتاج إلى نوعية من اللُّعب لا تدور على الأرض وتبعد عنه حتى لا تضطره للوصول إليها، وهو ما لا يوافق قدراته الحركية؛ ولذلك فإنه من المناسب أن تطرحي أمامه على الأرض أثناء اللهو لُعَبًا تتميز بالثبات نوعًا ما كالمُزوَّدة بقواعد تثبتها على الأرض.
أما عندما يبدأ طفلك في الحبو ويستطيع الانتقال بحرية من مكان لآخر فإنه يسعده في هذه المرحلة أن تقدمي له نوعية اللُّعب التي تتميز بالتحرك أو الدوران؛ لأنه يجد متعة في ملاحقة هذه اللُّعب المتحركة ومتابعتها من اتجاه لآخر، وذلك مثل لُعب العربات أو القطارات التي تتحرك بالضغط على الأزرار "الزمبلك" أو بالدفع باليدين.
ولاحظى أيضًا أن طفلك قد يملُّ من استعمال نفس اللُّعب لفترة طويلة، ولكي تتجنبي ذلك لا تقدمي له كل اللُّعب التي تشترينها في آن واحد، وإنما قدِّمي له لعبة أو لعبتين جديدتين كل بضعة أيام.
من اللُّعب المفيدة أيضًا ألعاب الإخفاء "الاستغماية"، اجلسي أمام طفلك، وغطّي وجهك بكفيك، ثم اكشفي وجهك مرة أخرى بإبعاد يديك بسرعة. أو امسكي بإحدى اللُّعب أمام طفلك ثم غطّيها بقطعة قماش، ثم أظهريها له مرة أخرى.
إن مثل هذه الألعاب البسيطة يستنتج منها الطفل تدريجيًّا حقيقة هامة وبسيطة وهي أن الأشياء قد تظل موجودة رغم عدم رؤيته لها. وحتى يتوصل طفلك إلى هذا الاستنتاج تظل مثل هذه الألعاب من أفضل الألعاب الممتعة للطفل لما تثيره فيه من دهشة واستغراب.
مع نهاية العام الأول خاصة خلال شهوره الأخيرة تتطور قدرة الطفل الحركية بصورة واضحة، وتزداد قوة عضلاته، وقدرته على التحكم في وضع جسمه وحركة أطرافه؛ ولذلك فإنه من الحكمة أن تشتمل بعض ساعات اللهو مع الطفل على تمرينات أو ألعاب حركية؛ لأن ذلك يساعد الطفل على زيادة نموّه الحركي، وسرعة اكتساب القدرة على الحبو والمشي.
وطفلك في شهره الخامس أو السادس يستمتع بركوب الأرجوحة، ويمكنك أن تخصصي له بالمنزل أرجوحة سهلة التنفيذ تُعلَّق بأحد الأبواب. ويجب مراعاة أن يكون الطفل قد اكتسب القدرة على وضع رأسه قبل استعماله للأرجوحة؛ لأنه إذا لم يتمكن من ذلك، فقد تصاب رقبته بأضرار بسبب حركة الأرجوحة.
وفي كل ما سبق لا تنسَي أن تصطحبي الابتسامة؛ فالابتسامة هي هويتك التي يتعرف بها الصغير عليك: إنها الحقيقة الأزلية التي عرفها البشر على مرّ العصور، فقديمًا "سنة 40 ق.م" قال "فرجيل": "يعرف الطفل أمه من ابتسامتها"، أما شكسبير فقد قال: "لا توجد في العالم وسادة أنعم من حضن الأم.. ولا وردة أجمل من ثغرها".
شاهد من هنا عالم المرأة : الأطفال والألعاب